رأيت حلماً ..
كل ليلة لا بد أن يرافقني حلم من الأحلام و لعل بعضها يسكن فينا الى أجلٍ غير مسمى
كما سكنني ذاك الحلم الغريب و الذي لم أتوصل لتفسيره رغم سؤالي أكثر من جهة
وأكثر من شخص من ذوي القربى ومن غير القربى ..
وكان ذاك الحلم لا أدري أو كابوس شارع قد انقسم الى شقين بفعل زلزلة معينة
و قد اعتلى الشق الماء .. وراح الماء يروح ويجيء كالمد و الجزر أي لم يسمح الماء للمارين بالتخطي خطوة واحدة للأمام .
نظرت للخلف فلم أجد محط قدم واحدة للعودة .. و انتهى الحلم بالاستيقاظ و التعوذ
بالله من الشيطان الرجيم ..
المشكلة الحلم مسكون في ذاكرتي .. وكل ليلة يزروني .. ومع سؤال ذوي القربى
أفتوا بالتالي :
الوالد الغالي : عليك يا ابنتي بتقوى الله تعالى أكثر ، و أن تتقربى بالنوافل فهي الخلاص
الوحيد من المهالك الى جانب الفروضات ...
أختي العزيزة : عليك بالزواج فهو الحل الوحيد للخروج من الأزمة المعنوية و النفسية و المادية
الرجل مجبر يصرف عليك لا تتعبي نفسك بالعمل ..!!
أخي العزيز : و الله يمكن هذا الحلم ناتج عن الكبت النفسي و الاكتئاب و الوساوس
اذهبي إلى البحر يومين أو ثلاثة وسترجعين أفضل .
ابن عمي : الدرب المزلزل هذا يعني أن هناك موجة ارتفاع اسعار قادمة و الماء دليل الطوفان
وأن الغلاء سيطال أسعار البيوت و الفيلات ...
ابن خالتي : و الله هذا المنام يدل على أن عليك حقوق للناس ادفعي للناس ديونهم ...
جارتنا في الحارة : الحلم خطير ويشير إلى أن المحافظة سوف تقوم بهدم البيوت في هذا
الحي ( ولي ولي ولي وين بدنا نروح )
زميلة عمل : الماء دليل أن هناك منحة من الحكومة بمناسبة قدوم شهر رمضان ..
زميلة اخرى : شق الزلزلة يا أختي خطير بالحلم اذهبي لدكتور اعشاب و اشربي شاي أخضر .
صديقة قريبة : الماء و انشقاق الأرض دليل على أن تغييرات ستحدث في دول العالم الثالث ..
ألم يرسموا لنا خارطة الشرق الأوسط الجديد ..
وبعد سلسلة المحادثات تلك و تفاسير من حولي قررت أن أذهب إلى منزلنا القديم في حي
البرحلوة بدمشق لأزور جارة ناهزت من العمر يمكن 70 عاماً .
وقصصت لها حلمي و متاعبي من تأويل الاقارب و الاباعد .. ضحكت تلك الجارة وقد ارتسمت
التجاعيد على جبهتها و خدودها وحدود شفاهها .. وقالت لي يا ابنتي لا تقلقي ..
هذا حلم عادي و طبيعي لأن في طفولتك كنتِ تعشقين اللعب بالماء في كل مكان
وخاصة بعد هطول الامطار على بيوتنا و حاراتنا القديمة و كان الماء ينهمر من مزاريب الدور
العربية القديمة ..
خرجت من عند جارة أهلي القديمة و قد سكنت نفسي وقلت الحمد لله رب العالمين
أنها لم تقل لي أنك تعاني من الوسواس القهري أو الكبت و العقد النفسية ..
ورجعت لقول والدي فوجدته أحق أن يتبع فما كان ملاذي وخلاصي إلا بين يدي الباري
سبحانه وتعالى آلا بذكره تطمئن القلوب