أكتب الآن وأنا في حالة إحباط من وضع العرب ومن خلق العرب ومن استهتار العرب ومن تخلف العرب ومن لا مبالاة العرب....
ليس تعميما على أحد فأنا ضد التعميم وأعلم أن من العرب قلة هم على خير ويكفي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم عربي...ولكن.....مع الأسف أغلبية العرب هم كذلك...لا أدري هل هي الجينات أم هو الجو أم أنه الأكل الذي نأكله أم ماذا...لماذا نحن هكذا ؟؟!...وقبل أن يعترض أحد على كلامي..أخرجوا إلى الشوارع العربية وانظروا إلى القذارة والهمجية....اذهبوا إلى أي مرفق شئتم في البلاد العربية وانظروا إلى وضعه واحكموا بأنفسكم قبل أن تحكموا علي بالقسوة...
أكتب الآن وقد مررت بتجربة مع 4 مشاريع مختلفة مع أناس مختلفين في عام 2005 ولم يلتزم أي أحد في أي من المشاريع بمواعيده المحددة...فمشروع تأخر 4 أشهر وآخر تأخر 5 وغيره تأخر 3 أشهر.....هذا مع المعاناة في وسط كل مشروع مع بعض البشر الذين تعاملت معهم....لا إتقان عمل ، ولا اهتمام ، وكلام كثير وعمل قليل....كل من تعاملت معهم طيبين وعلى خلق ولكن الطيبة لا تكفي...أنا لا أريد طيبة ..أنا أريد انجاز ، أريد احترام والتزام بالوعود والمواثيق....فهل أنا أحلم ؟...هل مطلبي لا يمكن تحقيقه على هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها ؟ هل علي الذهاب إلى المريخ ربما عليها مخلوقات تقدر الوعد وتلتزم به...أم علي الذهاب إلى بلاد الغرب (الكفار على قول البعض) لأرى من التعامل الإسلامي ما لا أراه لدينا ؟؟؟لماذا عندما أذهب إلى مطار الدنمارك أجد الجميع مبتسم ومحترم في التعامل...ثم عندما أحط قدمي في المطارات العربية أجد العبوس وكأن الجو مكهرب بانفلونزا الاحباط والتكبر والعقد والكلاكيع النفسية ؟؟!!لماذا نحن همج في التفاعل ؟؟...لماذا بعض من أراد أن ينصر رسول الله يذهب يرمي بيض على السفارة الدنماركية وكأنه بذلك نصر رسوله وما فعل سوى تشويه صورته !! فهل يوجد مسلم يمكن أن يتصور الرسول يرمي بيض على مبنى ؟؟؟
قد يقول البعض أنت دائما ترفض التعميم خاصة على الغرب ثم تأتي الآن وتعمم على العرب !!...أقول : ليس تعميما وإنما جلد للذات...أنا قد لا يهمني إذا ولد الجيران شقي أو غبي...ولكن إذا ولدي أو أحد من عائلتي أو أنا نفسي شقي فمن مسئوليتي أن أقسو عليه أو على نفسي...والتعبير القرآني عن الرسول (فلعلك باخع نفسك على آثارهم....) إذن الرسول كان يلوم نفسه...فلماذا نحن العرب نتعالى ونعتقد أننا خير الأمم ، مع أننا في قاع الأمم اليوم وياليت ليس عندنا الإسلام فيكون لنا عذر...ولكن المصيبة والطامة الكبرى أن لدينا خير دين وخير كتاب وخير رسول ومع ذلك نحن في هذا الانحطاط !!..
أبو غريب ...أسرى جوانتانمو...احتلال فلسطين...ذبح البوسنا....مأساة كشمير....مجاعة النيجر...انهيار العراق....تنظيم القاعدة الارهابي.....كلها مآسي لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا اليوم لأرقت منامه وأشعلت همته ولأغضبته أكثر من كاريكاتير صدر لا يسمن ولا يغني من جوع....فلماذا عكسنا الآية اليوم ؟ نغضب على كاريكاتير ولا نتحرك على المآسي ؟؟....هل هي ازدواجية في المعايير أم خلل في الأولويات أو عدم فهم لموازين الأمور ؟؟
ما فائدة ما أقوله للقارئ ؟...ربما لا شيء !!...ربما وددت لمرة أن أخرج من نمط تفاؤلي ورؤيتي الإيجابية للأمور إلى جو من الإحباط ...أليس يقال أن التغيير جيد !!...فهذا تغيير وإليكم بعض الكلاكيع النفسية كتغيير !....
كتبت العشرات والعشرات من المقالات المتفائلة الهادئة التي تساعد على نهضة الأمة....واليوم أكتب مقالا واحدا ولأول مرة أعبر فيه عن احباطي الشديد.....فأحيانا نحتاج إلى تغيير النمط وجلد الذات ...والجلد قاسي ولا يتقبله كل الناس وقد يحبط البعض ولكنه في المقابل يوقظ البعض الآخر.....
كتبت المقال وأعلم أنه ليس أسلوبي وأعلم أنه لن يعجب البعض وأعلم أن فيه ما فيه من القسوة وشيء من التعميم...ربما أردت أن يعلم البعض أني لست شخص مثالي كلامه كله وردي وجميل وأني رغم إيماني الشديد بالتفاؤل تمر علي حالات نادرة من الإحباط...واليوم هو من الحالات النادرة ورأيت أنه من حق القراء أن يروا ذلك الجانب أيضا..
حزنت على نفسي وعلى شعبي وعلى ديني وعلى رسولي وأنا في الدنمارك...فوالله نحن مقصرون....مقصرون...مقصرون....مقصرون....ما حفظنا حق نبينا ولا عرفنا الناس به ، بل شوهنا صورته حتى عندما أردنا أن ننصره....
أعتقد أن على المسلمين أن يفهموا نبيهم أولا قبل أن يفهموه للناس...وأعتقد أن عليهم أن يطبقوا سنته قبل أن يهبوا لنصرته بأن يسيئوا لسمعته...فلا أدري هل هي نصرة للنبي أم نصرة للنفس وشهوة الغضب والحقد الكامنة في بعض النفوس...
أو ربما الخلل في نفسي وفي عقلي وفي فكري فربما حال العرب على خير وفكري على ضلال...الله أعلم..فنحن والله في زمن من الفتن يصبح الحليم فيها حيران....لا يدري أين الصواب...لا يدري ما هو التحضر وما هي الهمجية...
وعلى رأي محمد صبحي (ولا أحد تاني ماني فاكر هوا مين)......اصحوا يا عرب !!
والسلام خير ختام