حصريا الروايه الاكثر من رائعه { شيكاغو } للكاتب علاء الاسوانى ::::: [ارجو التثبيت]

رواية شيكاغو
المؤلف : علاء الأسواني
شيكاجو.. هل هى مجرد مدينة على أرض الأحلام أم مكان يعج بالبشر من كل الأجناس المختلفة.. أم عالم ملئ بالأحداث السياسية والعاطفية والإجتماعية صبه المؤلف فى قالب هذا الكتاب؟! أياً كانت الإجابة على هذا التساؤل فها هى رواية علاء الأسوانى الجديدة وكعادته هى ليست مجرد رواية ولكنها حياة مليئة بالبشر.. فتاة تعدت الثلاثين وطارت إلى هذه المدينة.. شباب حياتهم بين الحب والسياسة والغربة.. رجال يجرفهم الحنين إلى الماضى وأرض الوطن .. نساء يعيشن فى عالم خاص بهن وغيرهم من البشر والحكايات الكثير، والعامل المشترك بينهم أنهم على أرض واحدة تسمى” شيكاجو” كتبها بل أبدعها المؤلف كما أبدع من قبلها ” عمارة يعقوبيان” خرجت بمذاق مختلف وطابع فريد مميز لها كسائر أعماله وأنت عزيزى القارئ تنجرف مع تيار سطورها لا تملك حيالها إلا القراءة والمتعة والتفكير ثم التصفيق إحتراماً وتقديراً لموهبة حقيقة تختفى وراء هذه الصفحات.

الناشر:
هاهي رواية علاء الأسوانى الجديد ” شيكاجو” تستحق بدورها نجاحاً مماثلاً وبنفس القدر من الجدارة كالذى استحقته عمارة يعقوبيان. فحرت عند انتهائى من قراءتها لأكثر من سبب، فقد أكدت لى هذه القراءة أن لدينا بالفعل أدبياً كبيراً وموهوباً، وظهر أن عمارة يعقوبيات ليست ظاهرة منفردة لاتتكرر، بل إن من الممكن أن تتكر المرة بعد المرة. في الرواية الجديدة “شيكاجو” كل مزايا الرواية السابقة: التشويق الذى يبدأ من أول صفحة ويستمر إلى آخر صفحة، أسلوب الكتاب السلس والسريع الذى يصيب الهدف بأستمرار بلا تثاقل أو تسكع، الرسم الواضح والمتسق للشخصيات، اللغة العربية الراقية دون تكلف أو تعمد الإغراب، وقبل كل شئ وفوق كل شئ، نبل المعنى، إذ لا جدوى فى رأيى من رواية مهما كانت درجة تشويقها وإتقانها إذا لم تكن نبيلة المقصد، وإذا كان المقصد تافهاً أو حقيراً قضى ما قد يكون للمهارة والشطارة من أثر فى نفس القارئ.

الأديب المصري علاء الأسواني

ترجمت رواية علاء الأسواني (شيكاغو) إلى عدد من اللغات الأجنبية، وأجري العديد من اللقاءات والندوات التلفزيونية في أوروبا مع طبيب الأسنان المتمكن من أدوات السرد. واحتفي بالرواية رغم أنها لا تحابي الغرب ولا تتحدث معه لغة يحبذ أن يسمعها ولا تتملقه بل تتصادم مع الغطرسة الأمريكية والهيمنة الاستعمارية، وتدين من أولى صفحاتها انتهاك حقوق الهنود الحمر والاستهانة بأرواحهم، والتمنطق بالمسيحية لتبرير الإبادات الجماعية للهنود هناك! وتعرج خلال أحداث الرواية على معاناة المغتربين المصريين في ثقافة تتسرب من بين يديها قيم الحرية -رغم أنها أقامت هيكلها على هذه القيم - بعد أن هاجمتها أحداث 11 سبتمبر في عقر دارها!.[/size]

كما أن الرواية لا تنسى أن تعرض التمييز العرقي البشع الذي لا يزال السود يتلظون في أتونه في أمريكا رغم القوانين الصارمة التي تدين ذلك التمييز!

تتطرق الرواية فيما تتطرق له من اشتغالات إلى العلاقة بالآخر، وإلى ثنائية الشرق والغرب بعد زلزال غزوة مانهاتن، وتبعاته، ونتائجه والحرب على الإرهاب الذي أتى كنتيجة له! وإلى الصدمة الحضارية التي يتعرض لها العربي في أمريكا واختلاف ردود فعل المغترب. ونظرة الآخر إلى العربي وتقلب تلك النظرة ما بين الاحتقار والترفع، إلى القبول والتفهم.

ورغم أن الأسواني يعرض نموذج الأمريكي المتغطرس، لكنه يعرض بالمقابل نموذج الأمريكي المتسامح (جراهام) الداعي للتعددية والمنفتح على باقي الثقافات والمدافع عن الأقليات، بل يطغى هذا النموذج على الآخر الأحادي والمستبد في محاولة لإثبات القطيعة بين المثقف الأمريكي الصادق مع نفسه وبين سياسة حكومته المستبدة!.

وكما يدين الأسواني الغطرسة الأمريكية فهو يدين الديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية، ويخترق تابو السياسة ليفضح التحالف السياسي الأمريكي مع الأنظمة العربية الشمولية، ورغم أنك تشم رائحة الأدبيات اليسارية المفخمة في الرواية، وتلحظ ميلا ناصريا يتراوح بين الإفصاح الخجول والمواربة إلا أن الأسواني ينفي في لقاء تلفزيوني فرنسي انحيازه لنظام ضد نظام آخر وهو المعروف بانتمائه لحركة كفاية المعروفة في مصر. وهو يقول عن نفسه إنه يحارب ضد الاستبداد والخوف!.

ورغم الحمولات الأيدلوجية التي تحفل بها الرواية إلا أن الأسواني ينجح في الانسلال من فخ الخطابية، ليبدو تلقائيا حتى وهو يتناول قضايا سياسية شائكة، وحتى وهو يوغل في الجرح العربي النازف وعلاقة العداء بين اليهود والعرب، وتوصيفه البارع للعلاقة المعقدة والمشاعر الملتبسة بين ناجي عبدالصمد وبويندي اليهودية. ويحسب للكاتب شجاعته وجرأته، واختراقه المناطق المحاطة بالشمع الأحمر في المسكوت عنه السياسي!.

وهو يستخدم ضمير المتكلم في مذكرات ناجي عبدالصمد لإشعار المتلقي بأهمية الشخصية ومفصليتها في الرواية وتحميلها مضامين الثيمة الرئيسية في الرواية، ثم يتنقل بخفة ورشاقة بين ضمير المتكلم وضمير الغائب وهو يتابع السرد في خطوط متوازية، فيمسكها جميعها بمهارة وحرفية وتصوير بارع، ينقلك بين مختلف خطوط السرد دون أن يشعرك بالتشتت، بل يبرع في استخدام هذه النقلات كعنصر تشويقي حاذق.

تحتشد رواية شيكاغو بالشخصيات التي تحمل خيباتها معها إلى شيكاغو، ورغم أن الرواية لا تبحر عميقا في دواخل تلك الشخصيات، وتقدم معاناة مبتسرة ومختزلة لملامحها النفسية، ولكن القارئ يجد نفسه مشدودا بخيط سحري لشخصيات الرواية، ويجد نفسه يلهث وراء الأحداث المصورة بحرفية بارعة وأسلوب سردي ماهر يزدحم بالتشويق والإثارة، وذلك بمجرد أن ينهي صفحاتها الجافة القليلة الأولى والتي تتحدث عن تاريخ مدينة شيكاغو. ويتمكن الأسواني من الاستحواذ على المتلقي وشده حتى آخر سطر في الرواية، ولعل معظم من يقرأها لا يستطيع أن يتركها حتى يأتي على آخر سطر فيها.

لا يبحر الأسواني عميقا في شخصياته وكأنه به يلامس السطوح دون القدرة على النفاذ إلى الأعماق، وما أن تنتهي من قراءة الرواية إلا وتشعر أنك تودع شخصياتها إلى غير رجعة، وتطوي صفحاتها دون أن تترك لك أسئلة شائكة تنشغل بها، لتنهي علاقتك بالرواية بانتهاء فعل القراءة. وهو لا يتعبك في الحفر عميقا بل يسليك ويمتعك وأنت تقرأ شخصياته وترصد تحركاتها وتحصي أنفاسها وتتفاعل مع بشريتها، فهي شخصيات من لحم ودم تكاد تشعر بأنفاسها الساخنة وهي تصارع تناقضاتها،.. فهي تتعالى تارة حتى تكاد تتسامق إلى ذرا القيم الفاضلة أو تنحدر إلى حيوانية الغريزة وندائها الملح تارة أخرى، وبالرغم من إيغال الأسواني في قضية الغرائز والجنس في روايته إلا أنك تشعر أن الاشتغال على هذه القضية ليس مقحما بل يأتي تلقائيا وخادما للبناء الروائي، ولكنه لا يسلم من الوقوع في شرك إقحام الجنس في فصل بكامله.. لتشعر أنك لو اقتطعته من الرواية لما أثر مطلقا على سير أحداثها!.

تتسلل شخصيات الأسواني في شيكاغو - كما فعلت في عمارة يعقوبيان - إلى صفحات الرواية من عمق الشارع المصري وتهجس بنبضه وتتحدث لغته، وهي تعاني من عقوق الأوطان العربية لأبنائها، فتؤثر الهرب إلى جدران الغربة من جفوة أوطان قررت مع سبق الإصرار والترصد أن تناصب أبناءها القسوة والنبذ! فيتحول التلبس بحب الوطن إلى كراهية ظاهرية تتبرأ من كل ما هو مصري وترمي نفسها في أحضان الثقافة الأمريكية تمجد قيمها وتتمسح بمفرداتها، بينما هي تتحرق من العشق وتتلوى من آلامه.. والوطن العاق يدير كتفيه لها في لا مبالاة قاسية وجفاء عجيب! لتصل تلك العقدة إلى ذروتها في شخصية (رأفت ثابت) بعد أن تتفجر شرارة معاناته بضياع ابنته سارة جراء انهيار القيم وضياع المثل!.

تمارس شخصياته بحثها عن ذاتها، فهي تارة تعانق العالم الجديد، وأخرى تنفر منه لتتوقع داخل نفسها، تتصادم وتتجاذب.. وتتنافر وتلتقي في محاولة دؤوبة لإثبات كينونتها والتعبير عن ذاتها . فتعرض معاناة المغترب الأزلية في مجتمعات لابد أن تشعره باختلافه مهما زعمت أنها تتبنى قيم العدالة والمساواة!.

وفي تحدّ سافر لآراء النقاد العرب الذين اتهموها بالضعف الأدبي، وصلت الرواية إلى طبعتها التاسعة في زمن قياسي، ولعل الطبعة العاشرة في طريقها للأسواق!.

[size=12]ويقبل القراء عليها وهم يلتهمون صفحاتها التي تجري بين أيديهم في سلاسة وتدفق، لتدحض مقولة نفور العرب من القراءة، وتثبت أن العمل البسيط الذي لا تتعالى لغته ولا رموزه على القراء، قادر دائما على اجتذابهم، فهو يؤنسن همومهم وشجونهم ويعرضهم أمام أنفسهم كما يريدون هم أن يروا أنفسهم، دون رمز يصعب عليهم فهمه، أو غموض يعانون من التباساته
واليكم الرواية الرائعه
شيكاغو
*****************

عزيزى الزائر يتوجب عليك التسجيل والرد لمشاهدة الرابط