يوميّات مع سائق ميكروباص

اليوم الثّاني ..

هاهو الميكرو يصل بنا الى المحطّة الأخيرة في ساحة باب توما, وقبل أن يقف بأمتار, تدافعت جموع المتجمهرين باتّجاه الباص, فأطلق السّائق زمورا" مدّويّا" منذرا" ايّاهم بخطورة الأمر, لكنّ أحدا" منهم لم يأبه لذلك.
وحين وقف, وقبل أن يتمكّن الركّاب من الخروج, بدأوا يتسابقون في الصّعود الى الباص.
وبينما كنت واقفة أتحيّل الفرصة للنّزول, شاهدت امرأة سمينة تسابق الرّيح لتجد مقعدا" لها في الباص بينما يزاحمها أحدهم ليصعد قبلها, لكنّها جذبته من الخلف ممسكة ايّاه بطرف سترته, فالتفت اليها ونهرها ضاربا" يدها بقوّة, فهوت أرضا", وصعد الى الباص دون أن يكترث لأمرها, في تلك الأثناء تمكنّت من الفرار خارج الباص, وأمسكت بيد السّيدة لأساعدها على النّهوض, فأخذت تنظّف ثيابها ملحقة به اللّعنات, ثم صعدت الى الباص وجلست في المقعد الأخير وكأنّ شيئا" لم يكن .
والى اللّقاء في اليوم الثّالث
من


(يوميّات مع سائق الميكرو